تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ} (58)

52

المفردات :

المتين : الشديد القوة .

التفسير :

58- { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } .

وكيف يحتاج سبحانه وهو الغني القوي ، وهو المعطي والمانع ، وهو الرزاق ذو القوة التي لا حدود لها ، وهو القاهر فوق عباده ، الغالب على أمره .

وهذه الآية كأنها تعليل للآية السابقة عليها ، فكأنه قيل : لا أريد منهم من رزق لأني أنا الرَّزاق ، وما أريد منهم من عمل كالإطعام لأني قوي متين .

روى أحمد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : يا ابن آدم ، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى ، وأسدّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ، ولم أسد فقرك " 15 .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : يا ابن آدم أَنْفق أُنفق عليك ، يمين الله ملأى لا تغيض بها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ماذا أنفق منذ أن خلق السماوات والأرض ، فإن ذلك لم يغض ما في يمينه " 16 .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ} (58)

إن الله وحدَه هو المتكفّل برزقِ هذا الخلق { إِنَّ الله هُوَ الرزاق ذُو القوة المتين } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ} (58)

{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ } أي : كثير الرزق ، الذي ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا على الله رزقها ، ويعلم مستقرها ومستودعها ، { ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } أي : الذي له القوة والقدرة كلها ، الذي أوجد بها الأجرام العظيمة ، السفلية والعلوية ، وبها تصرف في الظواهر والبواطن ، ونفذت مشيئته في جميع البريات ، فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، ولا يعجزه هارب ، ولا يخرج عن سلطانه أحد ، ومن قوته ، أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم ، ومن قدرته وقوته ، أنه يبعث الأموات بعد ما مزقهم البلى ، وعصفت بترابهم{[867]}  الرياح ، وابتلعتهم الطيور والسباع ، وتفرقوا وتمزقوا في مهامه القفار ، ولجج البحار ، فلا يفوته منهم أحد ، ويعلم ما تنقص الأرض منهم ، فسبحان القوي المتين .


[867]:- في ب: عصفت بهم.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ} (58)

وقوله { المتين } أي المبالغ في القوة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ} (58)

" إن الله هو الرزاق " وقرأ ابن محيصن وغيره " الرازق " . " ذو القوة المتين " أي الشديد القوي . وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب والنخعي " المتين " بالجر على النعت للقوة . الباقون بالرفع على النعت ل " الرزاق " أو " ذو " من قوله : " ذو القوة " أو يكون خبر ابتداء محذوف ، أو يكون نعتا لاسم إن على الموضع ، أو خبرا بعد خبر . قال الفراء : كان حقه المتينة فذَكَّره لأنه ذهب بها إلى الشيء المبرم المحكم الفتل ، يقال : حبل متين . وأنشد الفراء :

لكلِّ دَهْرٍ قد لبستُ أَثْوُباً *** حتى اكْتَسَى الرأس قِنَاعاً أشيبا

من ريطةٍ واليُمْنَةَ المُعَصَّبَا

فذكر المعصب ؛ لأن اليمنة صنف من الثياب ، ومن هذا الباب قوله تعالى : " فمن جاءه موعظة{[14266]} " [ البقرة : 275 ] أي وعظ " وأخذ الذين ظلموا الصيحة{[14267]} " [ هود : 67 ] أي الصياح والصوت .


[14266]:راجع جـ 3 ص 359.
[14267]:راجع جـ 9 ص 61.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ} (58)

ولما كان الاهتمام بأمر الرزق - وقد ضمنه سبحانه - شاغلاً عن كثير من العبادة ، وكان الإنسان يظن أن الذي حصل له ما حواه من الرزق سعيه ، قال حاصراً ذلك مؤكداً إزالة لتلك الظنون معللاً لافتاً الكلام إلى سياق الاسم الأعظم الذي لم يتسم به غيره ، نصاً على المراد وبالغاً {[61472]}من الإرشاد{[61473]} أقصى المراد : { إن الله } أي المحيط بجميع صفات الكمال المنزه عن شوائب النقص { هو } أي لا غيره { الرزاق } أي على سبيل التكرار لكل حي وفي كل وقت . ثم وصفه بما يبين هوان ذلك عنده فقال{[61474]} : { ذو القوة } أي التي لا تزول بوجه { المتين * } أي الشديد الدائم الشدة .


[61472]:من مد، وفي الأصل: للإرشاد.
[61473]:من مد، وفي الأصل: للإرشاد.
[61474]:من مد، وفي الأصل: ثم نال.