فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ} (58)

ثم بين سبحانه أنه هو الرزاق لا غيره فقال :

{ إن الله هو الرزاق } لا رزاق سواه ؛ ولا معطي غيره ، فهو الذي يرزق مخلوقاته ، ويقوم بما يصلحهم ، فلا يشتغلوا بغير ما خلقوا له من العبادة هذا تعليل لعدم إرادة الرزق منهم { ذو القوة المتين } تعليل لعدم إحتياجه إلى استخدامهم في تمامه ، من إصلاح طعامه وشرابه ، ونحو ذلك ، قرأ الجمهور برفع المتين على أنه وصف لرزاق ، أو لذو ، أو خبر بعد خبر ، أو خبر مبتدأ مضمر ، وعلى كل تقدير فهو تأكيد ، لأن ذو القوة يفيد فائدته ، وقرئ بالجر صفة للقوة والتذكير لكون تأنيثها غير حقيقي ، قال الفراء : كان حقه المتينة فذكرها لأنه ذهب بها إلى الشيء المبرم المحكم الفتل ، يقال : حبل متين ، أي محكم الفتل ومعنى المتين هنا الشديد القوة ، قال ابن عباس : المتين الشديد :