تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ} (5)

1

المفردات :

بالحق : بالنبوة الثابتة بالمعجزات .

فهم في أمر مريج : فهم في أمر مضطرب ، من مَرَجَ الخاتم في أصبعه ، إذا تحرك واضطرب من الهزال .

التفسير :

5- { بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج } .

بل للإضراب والانتقال إلى ما هو أعظم من استبعادهم للبعث والحشر ، فهم قد كذبوا بالوحي الإلهي ، وهو القرآن الكريم ، وكذبوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته لما جاءهم ، وقالوا عن القرآن : أساطير الأولين ، وقالوا : أضغاث أحلام ، وقالوا : إنما يعلمه بشر ، وقالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم : ساحر ، وشاعر ، وكاهن ، وكاذب ، وفقير ، وقالوا : إنه بشر ، هلا كان ملكا ، وقالوا غير ذلك مما يدل على اضطرارهم واختلالهم ، فهم لم يثبتوا على حال واحدة من القول ، والقرآن يصور اضطرابهم بحال إنسان يريد أن يوجه تهما متعددة لآخر ، فينتقل من رأي إلى آخر ، ولا يستقر على حال .

قال تعالى : { بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } . ( الأنبياء : 5 ) .

ونلحظ أن القرآن هنا قد استعمل كلمة مناسبة في الرد عليهم حين قال :

{ فهم في أمر مريج } .

أي : مضطرب مختلط ، بحيث لا يستقرون على حال ، يقال مرج الأمر -بزنة طرب- إذا اختلط وتزعزع وفقد الثبات والاستقرار والصلاح ، ومنه قولهم : مرجت أمانات الناس ، إذا فسدت وعمتهم الخيانة ، ومرج الخاتم في أصبع فلان ، إذا تخلخل واضطرب لشدة هزال صاحبه .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ} (5)

كذّبوا بالحق : كذبوا بالنبوة الثابتة .

مريج : مختلط ، مضطرب .

ثم بين الله تكذيبهم بالنبوة الثابتة فقال :

{ بَلْ كَذَّبُواْ بالحق لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ في أَمْرٍ مَّرِيجٍ }

إنهم لم يتدبروا ما جاءهم به الرسولُ ، وهو الحقُّ الثابت ، بل كذّبوا به دون تدبُّرٍ وتفكر ، فهم في قلقٍ من أمرهم واضطرابٍ لا يستقرون منه على حال .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ} (5)

{ 5 } { بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ }

أي : { بَلْ } كلامهم الذي صدر منهم ، إنما هو عناد وتكذيب للحق الذي هو أعلى أنواع الصدق { لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ } أي : مختلط مشتبه ، لا يثبتون على شيء ، ولا يستقر لهم قرار ، فتارة يقولون عنك : إنك ساحر ، وتارة مجنون ، وتارة شاعر ، وكذلك جعلوا القرآن عضين ، كل قال فيه ، ما اقتضاه رأيه الفاسد ، وهكذا ، كل من كذب بالحق ، فإنه في أمر مختلط ، لا يدرى له وجهة{[812]}  ولا قرار ، [ فترى أموره متناقضة مؤتفكة ] كما أن من اتبع الحق وصدق به ، قد استقام أمره ، واعتدل سبيله ، وصدق فعله قيله .


[812]:- في ب: وجه.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ} (5)

{ بل كذبوا بالحق } أي بالقرآن { لما جاءهم فهم في أمر مريج } ملتبس عليهم مرة يقولون للنبي ص ساحر ومرة شاعر ومرة معلم