الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ} (5)

{ بَلْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ } بالقرآن . { لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ } قال أبو حمزة : سُئل ابن عبّاس عن المريج ، فقال : هو الشيء المكر ، أما سمعت قول الشاعر :

فجالت فالتمست به حشاها *** فخر كأنه خوط مريج

الوالبي عنه : أمر مختلف . العوفي عنه : أمر ضلالة . سعيد بن جبير ، ومجاهد : ملتبس ، قال قتادة : في هذه الآية من نزل الحقّ مرج أمره عليه ، والتبس دينه عليه . ابن زيد : مختلط ، وقيل : فاسد ، وقيل : متغير . وكلّ هذه الأقاويل متقاربة ، وأصل المرج الاضطراب ، والقلق ، يقال : مرج أمر الناس ، ومرج الدّين ، ومرج الخاتم في إصبعي وخرج إذا قلق من الهزال ، قال الشاعر :

مرج الدّين فأعددت له *** مشرف الحارك محبوك الكتد

وفي الحديث : " مرجت عهودهم ، وأمانيهم " .