فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ} (5)

{ بل كذبوا بالحق } فإنه تصريح بالتكذيب منهم بعدما تقدم عنهم من الاستبعاد والمراد بالحق هنا القرآن قال الماوردي : في قول الجميع ، وقيل : هو الإسلام وقيل : محمد وقيل : النبوة الثابتة بالمعجزات { لما جاءهم } أي وقت مجيئه إليهم ، من غير تدبر ولا تفكر ولا إمعان ونظر { فهم في أمر مريج } أي مختلط ومضطرب ، يقولون تارة ساحر ومرة شاعر ، ومرة كاهن ، قاله الزجاج وغيره ، وقال قتادة : مختلف ، وقال الحسن : ملتبس ، وقيل : فاسد ، والمعاني متقاربة ومنه قولهم مرجت أمانات الناس أي فسدت ومرج الدين والأمر اختلط ، وقال ابن عباس : المريج الشيء المتغير .