فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ} (5)

{ بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج( 5 ) }

أضرب القرآن عن تعجبهم من مجيء نذير من جنسهم ومن بينهم ، وتعجبهم من إحياء الله إياهم بعد موتهم ، إلى التصريح بتكذيبهم ما وعد الرحمن ، وما تضمن القرآن ، فهم في اضطراب وتردد ، والأمر مختلط عليهم : { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين }{[5309]}

فهم من البعث في قلق ، فمرة يقولون : سيكون : ومرة يقولون : لا يكون ، فهم في ريبهم يترددون ؛ ومن أمر الرسول والرسالة في حيرة وضلال ، فبينما يسمونه الصادق الأمين ، يقولون شاعر ، ساحر ، كاهن ، مفتر ، ما جاء إلا بأساطير الأولين ! { . . . ألا لعنة الله على الظالمين }{[5310]} .


[5309]:سورة الجاثية. الآية 32.
[5310]:سورة هود. الآية 18.