تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قُلۡ أَرُونِيَ ٱلَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

24

{ قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم } .

المفردات :

كلا : ردع وزجر فلن تكون الأصنام أهلا للعبادة .

بل هو الله : الخالق الرازق العزيز الحكيم هو أهل للعبادة وحده .

التفسير :

يراد بهذه الآية بيان فائدة هؤلاء الشركاء أي الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر .

ومعنى الآية : أروني هذه الآلهة التي صيرتموها لله شركاء ونظراه معادلين حتى أراهم وأشاهد ما يقدرون عليه إن الحق واضح وغن هذه الأصنام لا تقدر على شيء فارتدعوا عن هذا الشرك فلا نظير ولا عديل لله بل هو الله الواحد الأحد المتفرد بالخلق والألوهية ذو العزة التي قهر بها كل شيء الحكيم في أقواله وأفعاله حكمة باهرة لا يعلوها شيء .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ أَرُونِيَ ٱلَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

قوله تعالى : " قل أروني الذين ألحقتم به شركاء " يكون " أروني " هنا من رؤية القلب ، فيكون " شركاء " المفعول الثالث ، أي عرفوني الأصنام والأوثان التي ، جعلتموها شركاء لله عز وجل ، وهل شاركت في خلق شيء ، فبينوا ما هو ؟ وإلا فلم تعبدونها . وجوز أن تكون من رؤية البصر ، فيكون " شركاء " حالا . " كلا " أي ليس الأمر كما زعمتم . وقيل : إن " كلا " رد لجوابهم المحذوف ، كأنه قال : أروني الذين ألحقتم به شركاء . قالوا : هي الأصنام . فقال كلا ، أي ليس له شركاء " بل هو الله العزيز الحكيم " .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُلۡ أَرُونِيَ ٱلَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

قوله : { قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ } وفي هذا توبيخ بالغ وتبكيت شديد للمشركين الذين يعبدون من دون الله ما لا يضر ولا ينفع . والمعنى : أروني بالحجة والدليل هذه الآلهة التي ألحقتموها بالله سبحانه فجعلتموها له شركاء وأندادا .

قوله : { كلاّ } وهذا ردع من الله لهم وتنبيه ليزدجروا إلى الصواب .

قوله : { بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } الله القوي الذي لا يقهره أحد ولا يغلبه غالب . فهو وحده جدير بالعبادة والإخبات له وتمام الطاعة والاستسلام ، وهو سبحانه { الْحَكِيمُ } أي ذو الحكمة البالغة والعلم المحيط بكل شيء{[3810]} .


[3810]:روح المعاني ج 22 ص 140-141 وتفسير النسفي ج 3 ص 324 والدر المصون ج 9 ص 183