الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ أَرُونِيَ ٱلَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

ثم قال تعالى : { قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا } أي : قل لهم يا محمد أرونيي الذين جعلتم لله شركاء في عبادتكم إياه هل خلقت شيئا أو رزقتكم شيئا أو نفعتكم فعرفوني ذلك وإلا فلم عبدتموها ؟

{ كلا } أي : كذبوا ، ليس الأمر كما ذكروا من أن لله شركاء في ملكه بل هو الله المعبود وحده ، العزيز في انتقامه الحكيم في تدبير خلقه .

وقيل : إن " كلا " رد لجوابهم المحذوف كأنهم قالوا هي هذه الأصنام فرد عليهم قولهم ، أي : ليس الأممر كما زعمتم أي : ليست شركاء له بل هو الله{[55975]} العزيز الحكيم{[55976]} وأروني هنا من رؤية القلب . والمعنى عرفوني ذلك فشركاء مفعول ثان ، ويجوز أن يكون من رؤية العين ، فيكون شركاء حالا{[55977]} .


[55975]:اسم الجلالة مثبت في طرة أ
[55976]:انظر: الجامع للقرطبي 14/300
[55977]:انظر: إعراب النحاس 3/347 والجامع للقرطبي 14/300