تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَسۡمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} (8)

المفردات :

يصر : يستمسك ويدوم ويثيب ، من الإصرار .

فبشره : البشارة للخبر السار ، واستعمالها في الشر تهكم .

6

المفردات :

ويل : عذاب وهلاك .

أفاك : كذاب ، وأصله : أفك الشيء ، يأفكه أفكا ، أي : صرفه عن وجهه ، والكذب قول مصروف عن وجهه .

أثيم : مذنب كثير الإثم .

التفسير :

7 ، 8- { ويل لكل أفاك أثيم * يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم } .

الهلاك في جهنم لكل كذاب مرتكب للإثم بمقاومة الإسلام ، والصد عن القرآن ، وإذا سمع آيات القرآن تتلى وتقرأ عليه لم يتفتح قلبه لاستقبالها والإيمان بها ، بل يعرض عنها كأنه لم يسمعها ، ولم تطرق مسامعه ، فاحمل له البشارة بالعذاب الشديد في جهنم .

والبشارة تكون بالخبر السار ، لكن الله تعالى سمى ذلك بشارة تهكما بهذا الكافر ، أي : كما استهنت بأعظم كتاب فأبشر بأعظم عذاب .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَسۡمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} (8)

" يسمع آيات الله تتلى عليه " يعني آيات القرآن . " ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها " أي يتمادى على كفره متعظما في نفسه عن الانقياد ، مأخوذ من صر الصرة إذا شدها . قال معناه ابن عباس وغيره . وقيل : أصله من إصرار الحمار على العانة{[13773]} وهو أن ينحني عليها صارا أذنيه . و " أن " من " كان " مخففة من الثقيلة ، كأنه لم يسمعها ، والضمير ضمير الشأن ، كما في قوله :

كأن ظبية تَعْطُو إلى ناضر السَّلَمِ{[13774]}

ومحل الجملة النصب ، أي يصر مثل غير السامع . وقد تقدم في أول " لقمان " القول في هذه الآية{[13775]} . وتقدم معنى " فبشره بعذاب أليم " في " البقرة " {[13776]} .


[13773]:العانة: الأتان (الحمارة).
[13774]:ويروى: على وارق السلم. وهذا عجز بيت لابن صريم اليشكري. وصدره كما في كتاب سيبويه والمقاصد النحوية: * ويوما توافينا بوجه مقسم* والمقسم: المحسن. و"تعطو": تتناول. و" السلم": شجر بعينه. وصف امرأة حسنة الوجه فشبهها بظبية مخصبة المرعى.
[13775]:راجع ج 14 ص 57.
[13776]:راجع ج 1 ص 198 و 238 طبعة ثانية أو ثالثة.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{يَسۡمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} (8)

قوله : { يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها } ذلك الجاحد الفاجر المتلبس بالشرك والمعاصي ، دأبه الإعراض عن دين الله والنكول عن آياته وعن قرآنه الحكيم المعجز . فإذا سمعه تمادى في الاستكبار والتكذيب { كأن لم يسمعها } يتكلف النسيان والإعراض وهو موقن في نفسه أن هذا القرآن معجز وأنه لا يضاهى ، لكنه يتولى مستنكفا مستكبرا كأنه ما سمع من آيات الله شيئا . قوله : { فبشره بعذاب أليم } وعيد من الله لهذا المكذب المتكبر بأن له النار وبئس المصير والمقام .