تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَسۡمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} (8)

الآية 8 [ ثم ]{[19179]} نعت ذلك الأفّاك ، فقال : { يسمع آيات الله تُتلى عليه ثم يُصرّ مستكبرا كأن لم يسمعها } يحتمل قوله : { آيات الله تُتلى عليه } آيات وحدانية الله عز وجل وآيات رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أخبر عن تعنّته وعناده في آيات الله حين{[19180]} قال : { ثم يُصرّ مستكبرا } بعد تلاوة الآيات عليه وبعد معرفته وفهمه أنها آيات الله كما كان يُصرّ قبل ذلك ؛ لأنها آيات خارجات عن وُسعهم ، إذ عجزوا عن إتيان مثلها .

فإذا كانت خارجة عن احتمال وُسعهم ، فكذلك هي خارجات عن وُسع محمد صلى الله عليه وسلم إذ هو واحد من البشر مثلهم ، فعرفوا أنه إنما قدر على إتيان مثلها بالله تعالى بما أوحي إليه ، وأعلمه بذلك .

[ وقوله تعالى : ]{[19181]} { كأن لم يسمعها } عنادا منه واستكبارا .

ثم أوعده العذاب الأليم ، وهو قوله : { فبشّره بعذاب أليم } أي مؤلم موجع .


[19179]:من م، ساقطة من الأصل.
[19180]:في الأصل وم: حيث.
[19181]:ساقطة من الأصل وم.