قوله : { يَسْمَعُ } : يجوزُ فيه أَنْ يكونَ مستأنفاً أي : هو يَسْمَعُ ، أو دونَ إضمارِ " هو " ، وأَنْ يكونَ حالاً من الضمير في " أثيم " وأَنْ يكونَ صفةً .
قوله : " تُتْلَى عليه " حالٌ مِنْ " آياتِ الله " ولا يَجيْءُ فيه الخلافُ : وهو أنه يجوزُ أَنْ يكونَ في محلِّ نصبٍ مفعولاً ثانياً ؛ لأنَّ شرطَ ذلك أَنْ يقعَ بعدها ما لا يُسْمَعُ نحو : " سمعت زيداً يقرأ " . أمَّا إذا وقع بعدها ما يُسْمَعُ نحو : " سمعتُ قراءةَ زيدٍ يترنَّم بها " فهي متعدية لواحدٍ فقط ، والآياتُ مِمَّا يُسْمَعُ .
قوله : " ثم يُصِرُّ " قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ : ما معنى " ثم " في قوله : { ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً } ؟ قلت : كمعناه في قولِ القائل :
4029 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** يرى غَمَراتِ الموتِ ثم يزورُها
وذلك أنَّ غمراتِ الموتِ حقيقةٌ بأَنْ ينجوَ رائيها بنفسِه ويطلبَ الفِرارَ منها ، وأمَّا زَوْراتُها والإِقدامُ على مزاوَلَتِها فأمرٌ مُسْتَبْعَدٌ . فمعنى " ثم " الإِيذانُ بأنَّ فِعْلَ المُقْدِمِ عليها بعدما رآها وعاينها شيءٌ يُسْتَبْعَدُ في العاداتِ والطباعِ ، وكذلك آياتُ اللَّهِ الواضحةُ الناطقةُ بالحق . فَمَنْ تُلِيَتْ عليه وسَمِعها كان مُسْتَبْعَداً في القول إصرارُه على الضلالةِ عندها واستكبارُه عن الإِيمان بها " .
قوله : { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } هذه الجملةُ يجوزُ أَنْ تكون مستأنفةً ، وأَنْ تكونَ حالاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.