تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِينَ وَٱلۡمُصَّدِّقَٰتِ وَأَقۡرَضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (18)

16

المفردات :

المصدقين : المتصدقين بأموالهم على البائسين وذوي الحاجة .

القرض الحسن : الدفع بنية خالصة ابتغاء مرضاة الله .

التفسير :

18- { إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } .

يحث القرآن على الصدقة والتصدّق ابتغاء وجه الله ، وتذكر الآية هنا أن المتصدقين والمتصدقات الذين تصدقوا بأموالهم رغبة خالصة فيما عند الله ، فكأنهم أقرضوا أموالهم لله في الدنيا ، لينالوا ثواب ذلك في الآخرة ، فأي شرف وأي فضل أعظم من ذلك .

إن المتصدق يضع المال في يد الله قبل أن يضعه في يد الفقير ، فينميه ويباركه ، ويضاعفه أضعافا كثيرة ، ويعطي على الحسنة عشرا إلى سبعمائة ضعف ، وفوق ذلك أجر كريم ، وجزاء عظيم ، وكرامة عظمى لهؤلاء الذين صدقوا في إيمانهم ، وقدموا أموالهم رخيصة في مرضاة الله تعالى ، مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والليث بن سعد وأمثالهم .

والمصدّق هو المتصدق ، أُدغمت التاء في الصاد ، ويمكن أن يراد بالمصدّقين الذين تكرر صدقهم مع الله في عبادتهم ومعاملاتهم وسلوكهم ، فاستحقوا لقب المصدقين ، أي أهل الصدق مع الله تعالى ، فهي من التصديق لا من الصدقة ، ويمكن أن ينطبق الوصفان على شخص واحد ، فهو يتصدق كثيرا ابتغاء وجه الله ، وهو صادق مع الله ، كثير التصديق لكلام الله ، ومن أصدق من الله حديثا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِينَ وَٱلۡمُصَّدِّقَٰتِ وَأَقۡرَضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (18)

قوله تعالى : " إن المصدقين والمصدقات " قرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم بتخفيف الصاد فيهما من التصديق ، أي المصدقين بما أنزل الله تعالى . الباقون بالتشديد أي المتصدقين والمتصدقات فأدغمت التاء في الصاد ، وكذلك في مصحف أُبَيّ . وهو حث على الصدقات ، ولهذا قال : " وأقرضوا الله قرضا حسنا " بالصدقة والنفقة في سبيل الله . قال الحسن : كل ما في القرآن من القرض الحسن فهو التطوع . وقيل : هو العمل الصالح من الصدقة وغيرها محتسبا صادقا . وإنما عطف بالفعل على الاسم ؛ لأن ذلك الاسم في تقدير الفعل ، أي إن الذين تصدقوا وأقرضوا " يضاعف لهم " أمثالها . وقراءة العامة بفتح العين على ما لم يسم فاعله . وقرأ الأعمش " يضاعفه " بكسر العين وزيادة هاء . وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب " يضعف " بفتح العين وتشديدها . " ولهم أجر كريم " يعني الجنة .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِينَ وَٱلۡمُصَّدِّقَٰتِ وَأَقۡرَضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (18)

{ إن المصدقين والمصدقات } بتشديد الصاد من الصدقة وأصله المتصدقين ، وكذلك قرأ أبي بن كعب وقرئ بالتخفيف من التصديق أي : صدقوا الرسول عليه الصلاة والسلام ، { وأقرضوا الله } معطوف على المعنى ، كأنه قال : إن الذين تصدقوا وأقرضوا ، وقد ذكرنا معنى { أقرضوا } في قوله : { من ذا الذي يقرض الله } [ البقرة : 245 ] .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِينَ وَٱلۡمُصَّدِّقَٰتِ وَأَقۡرَضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (18)

قوله تعالى : { إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم 18 والذين آمنوا بالله ورسوله أولئك هم الصادقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم } .

ذلك إطراء من الله كريم على عباده المؤمنين ، المصدقين والمصدقات والصديقين والشهداء . أولئك أصناف أبرار من عباد الله بما أنفقوا من أموالهم وبما أقرضوا الله قرضا حسنا وبما جاهدوا في سبيله حتى قتلوا . وهو قوله : { إن المصّدّقين والمصّدّقات } بتشديد الصاد والدال ، من التصدق وهو بذل المال للفقراء والمحاويج طلبا لمرضاة الله { وأقرضوا الله قرضا حسنا } أي تصدقوا من المال الطيب عن طيب نفس وصدق نية { يضاعف لهم } أولئك يجزون الحسنة بعشر أمثالها أو أكثر حتى السبعمائة ضعف { ولهم أجر كريم } يعني الجنة حيث النعيم المقيم والرحمة المستفيضة .