تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ} (43)

41

{ فأقم وجهك للذين القيم من قبل أن تأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون . }

المفردات :

أقم وجهك : وجه نفسك للعمل بالدين المستقيم .

القيم : البليغ الاستقامة وهو الإسلام .

لا مرد له : لا يقدر أحد أن يرده .

يصدعون : يتفرقون ، فريق في الجنة وفريق في السعير .

التفسير :

اتجه بذاتك إلى الدين المستقيم وهو الإسلام عابدا لله مؤمنا بكتبه ورسله واليوم الآخر مستقيما على الطاعة ، من قبل أن يأتي يوم القيامة حيث لا يستطيع إنسان أن يمنع مجيء هذا اليوم لأنه يأتي بأمر الله ومشيئته وقدره وما قدره الله وأراد حدوثه فلا راد له ولابد أن يكون ذلك اليوم الذي يتفرق فيه الناس بحسب أعمالهم ففريق في الجنة وفريق في السعير .

قال تعالى : ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون . ( الروم : 14 ) .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ} (43)

قوله تعالى : " فأقم وجهك للدين القيم " قال الزجاج : أي أقم قصدك ، واجعل جهتك اتباع الدين القيم ، يعني الإسلام . وقيل : المعنى أوضح الحق وبالغ في الإعذار ، واشتغل بما أنت فيه ولا تحزن عليهم . " من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله " أي لا يرده الله عنهم ، فإذا لم يرده لم يتهيأ لأحد دفعه . ويجوز عند غير سيبويه " لا مرد له " وذلك عند سيبويه بعيد ، إلا أن يكون في الكلام عطف . والمراد يوم القيامة .

قوله تعالى : " يومئذ يصدعون " قال ابن عباس : معناه يتفرقون . وقال الشاعر :

وكنا كنَدْمانَي جَذيمة حِقْبَةً *** من الدهر حتى قيل لن يتصدعا{[12528]}

أي لن يتفرقا ، نظيره قوله تعالى : " يومئذ يتفرقون " [ الروم : 14 ] " فريق في الجنة وفريق في السعير " . والأصل يتصدعون ، ويقال : تصدع القوم إذا تفرقوا ، ومنه اشتق الصداع ، لأنه يفرق شعب الرأس .


[12528]:البيت لمتمم بن نويرة اليربوعي من قصيدة يرثي بها أخاه مالكا مطلعها: لعمري وما دهري بتأبين هالك *** ولا جزع مما أصاب فأوجعا وقوله:" كندماني جذيمة" يعني جذيمة الأبرش وكان ملكا. ونديماه: يقال لهما مالك وعقيل. ويضرب بهما المثل لطول ما نادماه، فقد نادماه أربعين سنة ما أعادا عليه حديثا.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ} (43)

{ لا مرد له } أي : لا رجوع له ولابد من وقوعه .

{ من الله } يتعلق بقوله : { يأتي } أو بقوله : { لا مرد له } أي : لا يرده الله .

{ يومئذ يصدعون } من الصدع وهو الفرقة أي : يتفرقون : فريق في الجنة ، وفريق في السعير .