ولما كانوا مع كثرة مرورهم على ديارهم ، ونظرهم{[53241]} لآثارهم ، وسماعهم لأخبارهم ، لم يتعظوا ، أشير إلى أنهم عدم ، بصرف الخطاب عنهم ، وتوجيهه{[53242]} إلى السامع المطيع ، فقال مسبباً عما مضى من إقامة الأدلة والوعظ والتخويف : { فأقم } أي يا من لا يفهم عنا حق الفهم سواه ، لأنا فضلناه على جميع الخلق { وجهك } أي لا تلفته أصلاً { للدين القيِّم } الذي لا عوج فيه بوجه ، بل هو عدل كله ، من التبرئ من الأوثان إلى التلبس بمقام الإحسان ، فالزمه واجعله بنصب عينك لا تغفل عنه ولا طرفة عين ، لكونه سهلاً فيما تسبب الإعانه عليه في الظاهر بالبيان الذي ليس معه خفاء ، وفي الباطن{[53243]} بالجبل عليه حتى أنه ليقبله الأعمى والأصم والأخرس ، ويصير فيه كالجبل رسوخاً .
ولما كان حفظ الاستقامة عزيزاً ، أعاد التخويف لحفظ أهلها ، فقال ميسراً الأمر{[53244]} بعدم استغراق الزمان بإثبات الجار ، إشارة إلى الرضا باليسير من العمل ولو كان ساعة من نهار ، بشرط الاتصال بالموت : { من قبل } {[53245]}وفك{[53246]} المصدر للتصريح بالاستقبال فقال : { أن يأتي يوم } أي عظيم ، وهو يوم القيامة ، أو الموت ، وأشار إلى تفرده سبحانه في الملك بقوله : { لا مرد له{[53247]} } ولفت الكلام في رواية قنبل{[53248]} من {[53249]}مظهر العظمة إلى أعظم منه لاقتضاء المقام ذلك{[53250]} وأظهر في رواية الباقين لئلا يتوهم عود الضمير إلى الدين فقال{[53251]} : { من الله } وإذا لم يرده هو لوعده بالإتيان{[53252]} به ، وهو ذو الجلال والإكرام ، فمن الذي يرده .
ولما حقق إتيانه{[53253]} ، فصل أمره مرغباً مرهباً ، فقال : { يومئذ } أي إذ يأتي { يصدعون* } أي تتفرق الخلائق
كلهم{[53254]} فرقة قد تخفى على بعضهم - بما أشار إليه الإدغام ، فيقولون : ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.