اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ} (43)

قوله : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينَ القيم } لما ( نهى{[42135]} ) الكافرين{[42136]} عما هم عليه ، أمر المؤمنين بما هم عليه وخاطب النبي - عليه الصلاة والسلام{[42137]} - ليعلم المؤمن فضيلة ما هو{[42138]} مُكَلَّفٌ به فإنه أمر بما شرف الأنبياء الدِّين القيم أي المستقيم وهو دين الإسلام .

قوله : { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ مَرَدَّ لَهُ } المرد مصدر «رَدَّ » و «من الله » يجوز أن يتعلق ب «يأتِي » أو بمحذوف يدل عليه المصدر أي لا يرده من الله أحَدٌ{[42139]} ، ولا يجوز أن يعمل فيه «مرد » لأنه كان ينبغي أن يُنَوَّنَ ؛ إِذْ هُوَ من قَبِيل المُطَوَّلاَتِ{[42140]} ، والمراد يوم القيامة لا يقدر أحد على رده من الله وغيره عاجز عن رده ، فلا بد من وقوعه . «يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ » أي يتفرقون فريق في الجنة ، وفريق في السعير ،


[42135]:ما بين القوسين ساقط من "ب".
[42136]:في "ب" الكافر بدلاً من الكافرين.
[42137]:في "ب" صلى الله عليه وسلم.
[42138]:نقله الإمام الفخر الرازي في تفسيره 25/129.
[42139]:ذكره الزمخشري في كشافه 3/225 وفيه "حد" بدل أحد.
[42140]:يريد أنه شبيه بالمضاف لأنه لما كان غير منون وتعلق به ما بعده وهو قوله: "له" أكتفي به لأن المضاف لا يضاف إلى شيئين منفصلين في وقت واحد.