تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَمۡ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٞ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} (52)

46

المفردات :

مهين : ضعيف حقير .

يبين : يفصح عن كلامه ، وكانت بموسى لثغة في لسانه ، كما قال ابن عباس .

التفسير :

52- { أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين } . أي : بل أنا خير وأفضل من موسى الذي هو فقير وضيع ، من طائفة بني إسرائيل الذين نستعبدهم ونستذلهم .

{ ولا يكاد يبين } .

وكان موسى قد أمسك جمرة في صغره فوضعها في فمه ، فتركت أثرها في لسانه ، فلما بشره الله برسالته سأل الله أن يحل عقدة لسانه ، فاستجاب الله له .

قال تعالى على لسانه : { قل رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي } . ( طه : 25-28 ) .

ثم قال تعالى بعد ذلك : { قال قد أوتيت سؤلك يا موسى } ( طه : 36 ) .

فموسى كان معه البيان والتوراة ، والمعجزات والصبر والبلاغ ، لكن فرعون كان ينظر إلى موسى بعين كافرة شقية ، رغبت في ترويج الكذب والافتراء على الرعية .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٞ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} (52)

{ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ } يعني -قبحه اللّه- بالمهين ، موسى بن عمران ، كليم الرحمن ، الوجيه عند اللّه ، أي : أنا العزيز ، وهو الذليل المهان المحتقر ، فأينا خير ؟ { و } مع هذا ف { لا يَكَادُ يُبِينُ } عما في ضميره بالكلام ، لأنه ليس بفصيح اللسان ، وهذا ليس من العيوب في شيء ، إذا كان يبين ما في قلبه ، ولو كان ثقيلا عليه الكلام .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٞ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} (52)

51

{ مهين } أي : ضعيف حقير قاله الزمخشري وغيره .

{ ولا يكاد يبين } إشارة إلى ما بقي في لسان موسى من أثر الجمرة ، وذلك أنها كانت قد أحدثت في لسانه عقدة ، فلما دعا أن تحل أجيبت دعوته وبقي منها أثر كان معه لكنة ، وقيل : يعني العي في الكلام ، وقوله : { ولا يكاد يبين } : يقتضي أنه كان يبين ، لأن كاد إذا نفيت تقتضي الإثبات .