تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

ختام سورة المعارج .

{ فمال الذين كفروا قبلك مُهْطِعِينَ 36 عن اليمين وعن الشمال عزين 37 أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم 38 كلاّ إنا خلقناهم مما يعلمون 39 فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون 40 على أن نبدّل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين 41 فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون 42 يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون 43 خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلّة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون 44 }

المفردات :

قبلك : في الجهة التي تليك .

مهطعين : مسرعين نحوك ، مادّين أعناقهم إليك ، مقبلين بأبصارهم عليك ، ليظفروا بما يجعلونه هزوا .

عزين : فرقا شتّى ، حلقا حلقا ، واحدهم عزّة ، وأصلها عزوة ، لأن كل فرقة تعتزى وتنتسب إلى غير من تعتزى إليه الأخرى .

36

التفسير :

36 ، 37- فمال الذين كفروا قبلك مهطعين* عن اليمين وعن الشمال عزين .

كان كفار مكة يسرعون الخطى إلى الكعبة ، ويلتفون جماعات جماعات حول النبي صلى الله عليه وسلم ، يسمعون ما يقوله ثم يحرّفونه ، ويستهزئون بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ويسخرون من فقراء المؤمنين ، ويقولون : إن دخل هؤلاء الجنة لندخلنّها قبلهم ، فأنزل الله هذه الآيات .

والمعنى :

أي شيء حملهم على الإسراع تجاه المكان الذي تجلس فيه يا محمد ، حال كونهم متحلّقين عن يمينك وشمالك ، فرقا متعددة ، كل فرقة تعتزى وتنتسب إلى غير ما تنتسب إليه الفرقة الأخرى ، لقد حرموا أنفسهم من الهدى ، وأمامهم رسول كريم يحمل وحي السماء ، فلم يهتدوا به ، وأصرّوا على الكفر والضلال ، ومحاولة الاستماع للقرآن استماع الباحث عن عيب ، الكاره للهداية ، فما أظلمهم لأنفسهم ، حيث باعوا الهدى واشتروا الضلالة ، مع قرب الوسيلة منهم ، فقد حرموا أنفسهم من أبلغ نافع ، مع وجوده قريبا منهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

{ عن اليمين وعن الشمال } عن جوانبك { عزين } جماعات حلقا حلقا وذلك أنهم كانوا يجتمعون عنده ويستهزئون به وبأصحابه ويقولون لئن دخل هؤلاء الجنة فلندخلنها قبلهم

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

{ عزين } أي : جماعات شتى وهو جمع عزة بتخفيف الزاي وأصله عزوة ، وقيل : عزهة ثم حذفت لامها وجمعت بالواو والنون عوضا من اللام المحذوفة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

ولما كان الذي يتطير فيراعي{[68457]} الأيامن والأشائم على ما تقدم في الصافات ، لا يترك ذلك إلا في أمر أدهش عقله وأطار لبه ، فلم يدعه يتأمل{[68458]} ، قال مشيراً إلى{[68459]} شدة اعتنائهم بهذا الإهطاع مع عدم التحفظ {[68460]}من شيء{[68461]} : { عن } أي متجاوزين إليك كل{[68462]} مكان كان عن جهة{[68463]} { اليمين } أي منك حيث يتمنون به { وعن الشمال } أي منك وإن كانوا يتشاءمون به { عزين * } أي حال كونهم جماعات جماعات وخلقاً خلقاً متفرقين فرقاً شتى أفواجاً يتمهلون ليأتوا جميعاً جمع عزة ، وأصلها عزوة لأن كل فرقة تعتزي إلى غير ما تعتزي إليه الأخرى ، جمع جمع{[68464]} سلامة شذوذاً .


[68457]:- في الأصل بياض ملأناه من ظ وم.
[68458]:- في الأصل بياض ملأنا من ظ وم.
[68459]:-زيد في الأصل: أنه، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68460]:- من ظ وم، وفي الأصل: بشيء.
[68461]:- من ظ وم، وفي الأصل: بشيء.
[68462]:- من ظ وم، وفي الأصل: بكل.
[68463]:- زيد من ظ وم.
[68464]:- زيد من ظ وم.