24 - أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ .
هذا ذكر من معي : هذا الوحي المتضمن للتوحيد عظة أمتي .
وذكر من قبلي : وموعظتهم وإرشادهم .
أيصح بعد تقديم الأدلة السابقة ، أن يتخذ المشركون آلهة يعبدونها من دون الله ، قل لهم يا محمد : قدموا الأدلة والبراهين على ذلك ، هذا القرآن الكريم تذكير لمن معي من المؤمنين ، مشتمل على أدلة التوحيد ، حافل بلفت الأنظار إلى جمال الكون ، وبديع نظامه ، وأنه في قبضة إله واحد .
قال تعالى : أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ . ( النمل : 61 ) .
وهذه التوراة والأناجيل والصحف السماوية ، كلها حافلة بالدعوة إلى التوحيد ، وقد نزلت هذه الكتب على الأنبياء من قبلي ، لأمم الأنبياء السابقين . وبذلك اتفق القرآن وجميع الكتب السماوية السابقة على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ، أي : أن العقل والنقل يؤكدان التوحيد وينبذان الشرك .
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ .
أكثر هؤلاء المشركين لا يعرفون الحق . ولا يميزون بين الحق والباطل ، فلا تنفع معهم الأدلة والبراهين ، لقد اتبعوا آباءهم في عبادة الأصنام ، ولم يستخدموا عقولهم ، ولم يفتحوا قلوبهم لسماع دعوة الإسلام ، وصادروا الاستماع إليها ، وأعرضوا عنها وصموا آذانهم عن الهدى ، وأغلقوا عيونهم عن النظر .
لذلك أعرضوا عن الدخول في الإسلام . والجهل بالحق داء دوى ، ومرض يفسد الفطرة ، ويصرف الإنسان عن السير في طريق الهدى والإيمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.