الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗۖ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡۖ هَٰذَا ذِكۡرُ مَن مَّعِيَ وَذِكۡرُ مَن قَبۡلِيۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡحَقَّۖ فَهُم مُّعۡرِضُونَ} (24)

وقوله : { هذا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي } [ الأنبياء : 24 ] .

يُحْتَمَلُ أَنْ يريدَ بالإشارة بقوله : { هذا } إلى جميعِ الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ قَدِيمِهَا وَحَدِيثهَا أَنَّهَا تُبَيِّنُ أَنَّ اللَّه الخالِقَ وَاحِدٌ لا شريكَ له ، ويحتمل أَنْ يريدَ بقوله : { هذا } القرآنَ والمعنى : فيه نَبأ الأَوَّلِينَ والآخرينَ فَنَصَّ أخبارَ الأَولين ، وذَكَرَ الغُيُوبَ في أُمُورِهِمْ ، حسبما هي في الكتب المُتَقَدِّمَةِ ، وَذكَرَ الآخرين بالدعوة . وبيانِ الشرع لهم ، ثم حَكَمَ عليهم سبحانه بأَنَّ أَكْثرهم لا يعلمون الحقَّ ، لإعراضهم عنه ، وليس المعنى : فهم معرضون لأنَّهُم لا يعلمون بلِ المعنى : فهم معرضون ، ولذلك لا يعلمون الحَقَّ ، وباقي الآية بَيِّنٌ .