{ أم اتخذوا من دونه آلهة . . }
{ برهانكم } حجتكم ودليلكم . { هذا ذكر من معي } تذكرتهم وموعظتهم ، أو الكتاب المنزل لهم .
أعاد التعجب في اتخاذ الآلهة من دون الله في التوبيخ . . . وقيل : الأول احتجاج من حيث المعقول ؛ لأنه قال : { هم ينشرون } ويحيون الموتى ؟ هيهات {[2127]} ؛ { قل هاتوا برهانكم } احتجاج بالمنقول ، أي : في أي كتاب قرأتم أن مع الله تعالى آلهة أخرى ؟ ! وهذا الإبطال لما ادعوه من جهة العقل والنقل جاء مثله في قول الحق جل علاه : { قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين ){[2128]} .
{ هذا ذكر من معي وذكر من قبلي } هذا الوحي فيه تذكرة وموعظة للذين بعثت فيهم ، وذكر من كانوا قبلي ، أو : هذا الذكر الحكيم الذي أنزل للأمة الخاتمة ، وهذا ما أنزل الله تعالى على الأمم السالفة ، ففي أي أحد منها وجدتم ما يسوغ لكم مجرد شبهة في تفرد الخلاق العليم بالألوهة ؟ ! قال قتادة : الإشارة إلى القرآن ؛ المعنى : { هذا ذكر من معي } بما يلزمهم من الحلال والحرام { وذكر من قبلي } من الأمم ممن نجا بالإيمان وهلك بالشرك .
{ بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون } فيه تنبيه على أن وقوعهم في هذا الزيغ ليس لأجل دليل ساقهم إليه ، بل لأن عندهم ما هو أصل الشر والفساد ، وهو عدم العلم وفقد التمييز بين الحق والباطل ، فلذلك أعرضوا عن سماع الحق وطلبه ؛ وفي لفظ الأكثر إشارة إلى أن فيهم من يعلم ولكنه يعاند . {[2129]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.