قوله تعالى ذكره : { أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم }[ 24 ] إلى قوله : { كل شيء حتى أفلا يومنون }[ 30 ] .
المعنى : اتخذ هؤلاء المشركون من دون الله آلهة تنفع وتضر ، وتحيي وتميت . قل لهم يا محمد هاتوا برهانكم إن كنتم تزعمون أنكم محقون في أقوالكم{[45856]} أي : هاتوا حجة ودليلا على صدقكم .
وقيل{[45857]} : معناه : بل اتخذوا آلهة . وهو بعيد لقوله : ( هم ينتشرون ) لأنه يصير أنه أوجب{[45858]} ذلك لهم . وذلك لا يجوز .
ثم قال : { هذا ذكر من معي وذكر من قبلي } ، أي : هذا الذي جئتكم{[45859]} به من القرآن خبر من معي مما{[45860]} لهم من ثواب الله على إيمانهم ، وما عليهم من عقاب الله على معصيتهم إياه ، وكفرهم به . ( وذكر من قبلي ) من الأمم التي سلفت قبلي . أي خبرهم ، وما فعل الله بهم في الدنيا ، وما فاعل بهم في الآخرة .
قال قتادة : ( ذكر من معي ) القرآن فيه الحلال والحرام . ( وذكر من قبلي ) ذكر أعمال الأمم السالفة وما صنع الله بهم{[45861]} ، وما هو صانع بهم وإلى ما صاروا{[45862]} .
وقال ابن جريج : معناه : هذا حديث من معي ، وحديث من قبلي{[45863]} .
وقيل{[45864]} : المعنى : ( وذكر من قبلي ) يعني الكتب المتقدمة . أي : هذا القرآن وهذه الكتب المتقدمة لا يوجد في شيء منها . أن الله اتخذ ولدا ، ولا كان{[45865]} معه إله . فالمعنى على هذا أنه جواب ورد لقوله : { أم اتخذوا من دونه آلهة } .
وقوله : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } أي : هذا ذكر من معي وهو القرآن وذكر من قبلي وهو التوراة والإنجيل هل فيهما أن العبادة للآلهة أو فيهما أن الله تعالى أذن لأحد أن يتخذ إلها من دونه . وهل فيهما إلا أن الله إله واحد . ودل على ذلك كله أيضا قوله بعد ذلك . { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } .
وقرأ يحيى بن يعمر{[45866]} ( هذا ذكر ) من معي ( وذكر ) من قبلي بالتنوين وكسر الميم من ( مِن ) وتقديره : هذا ذكر مما أنزل إلي وذكر مما{[45867]} قبلي .
وأنكر أبو حاتم هذه القراءة ، ولم يعرف لها وجها{[45868]} .
ثم قال : { بل أكثرهم لا يعلمون الحق } أي : لا يعلمون الصواب من الخطأ . فهم معرضون عن الحق جهلا به .
وقال قتادة : معناه : فهم{[45869]} معرضون عن كتاب الله{[45870]} .
وقرأ الحسن : ( الحق ) بالرفع ، على معنى{[45871]} : هذا الحق ، أو هو الحق{[45872]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.