تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَنشَرۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ تُخۡرَجُونَ} (11)

9

المفردات :

بقدر : بمقدار تقتضيه الحكمة والمصلحة .

فأنشرنا : أحيينا .

ميتا : خالية من النبات فهي كالميت .

تخرجون : تبعثون وتنشرون من قبوركم .

التفسير :

11- { والذي نزّل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون } .

والله الذي أنزل من السماء ماء بتقدير حكيم ، حتى لا يزيد كالطوفان فيغرق الناس ، أو يتلف البلاد ، وكذلك حتى لا ينقص فلا يفي بالمطلوب من إنبات النبات ، وسقي الزرع والإنسان والحيوان ، بل أنزل سبحانه مطرا بتقدير حكيم ، فأحيا به الأرض بعد موتها ، فالأرض الهامدة الجافة القاحلة عند نزول المطر ووضع البذور ، تخرج البذور إلى سطح الأرض كأنها أطفال صغار ، ثم تنتشر الخضرة وينمو النبات ويترعرع ، وتدب الحياة على وجه الأرض ، فالذي أحيا هذه الأرض بالماء والنبات ، قادر على البعث والحشر ، وإخراج الموتى من قبورهم بعد جمع ما تفرق من أجزائهم الأصلية .