تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦٓ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (9)

المفردات :

الآيات البينات : القرآن .

التفسير :

9- { هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } .

الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملا الهدى والبيان ، حاملا دلائل الإيمان ، حاملا أخبار البشرية ، وخلق الكون ، وخلق آدم ، واستخلافه في الأرض ، وتاريخ البشرية ، وأخبار الرسل مع أقوامهم ، ومشاهد القيامة ، والبعث والحشر ، والجزاء والحساب ، والجنة والنار ، وكل هذه الآيات البينات من شأنها أن تُخرجكم من ظلمات الكفر والجهالة إلى نور الإيمان ورسالة الإسلام .

{ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } .

في تشريعاته وتيسيراته ، ومن رحمته الهداية وإرسال محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن رحمته رفع الحرج ، فأباح التيمم للمريض عند عدم قدرته على استخدام الماء ، وأباح الفطر للمريض والمسافر في رمضان ، ثم القضاء أو الفدية .

قال تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج . . . } ( المائدة : 6 ) .

وقال سبحانه : { يُريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر . . . } ( البقرة : 185 ) .

ومن رحمته قبول التوبة من عباده .

قال تعالى : { ورحمتي وسعت كل شيء . . . } ( الأعراف : 156 ) .

فما أعظم رأفته ، وما أعظم رحمته ، فقد قسم الرحمة مائة جزء ، أنزل جزءا واحدا في الدنيا يتراحم به الناس ، وادّخر تسعة وتسعين جزءا ، يرحم بها عباده يوم القيامة .