السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦٓ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (9)

{ هو } أي : لا غيره { الذي ينزل } أي : على سبيل التدريج والموالاة بحسب الحاجة ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بسكون النون وتخفيف الزاي ، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي { على عبده } الذي هو أحق الناس بحضرة جماله وإكرامه وهو محمد صلى الله عليه وسلم { آيات } أي : علامات هي من ظهورها حقيقة أن يرجع إليها ويتعبد بها { بينات } أي : واضحات وهي آيات القرآن الكريم { ليخرجكم } أي : الله بالقرآن أو عبده بالدعوة { من الظلمات } التي أنتم منغمسون فيها من الحظوظ والنقائص التي جبل عليها الإنسان والغفلة الكاملة على تراكم الجهل ، فمن آتاه الله تعالى العلم والإيمان فقد أخرجه من هذه الظلمات التي طرأت عليه { إلى النور } الذي كان له وصفاً لروحه وفطرته الأولى السليمة { وإن الله } أي : الذي له صفات الكمال { بكم لرؤوف رحيم } أي : حيث نبهكم بالرسل والآيات ولم يقتصر على ما نصب لكم من الحجج العقلية ، وقرأ أبو عمرو وشعبة وحمزة والكسائي بقصر الهمزة ، والباقون بالمدّ ، وورش على أصله بالمدّ والتوسط والقصر ، وليس قصره كقصر أبي عمرو ومن معه وإنما قصره كمدّ قالون ومن وافقه .