قوله تعالى : { هُوَ الذي يُنَزِّلُ على عَبْدِهِ } .
تقدمت قراءتا «يُنْزِلُ » تخفيفاً وتشديداً في «البقرة »{[55234]} .
وزيد بن علي{[55235]} : «أنْزَلَ » ماضياً .
وقوله : { آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } يعني القرآن .
وقيل{[55236]} : المعجزات ، أي : لزمكم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لما معه من المعجزات والقرآن أكبرها وأعظمها .
{ لِّيُخْرِجَكُم } أي : بالقرآن .
وقيل : بالدعوة ، { مِّنَ الظلمات } ، وهو الشرك والكفر .
{ إِلَى النور } وهو الإيمان { وَإِنَّ الله بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } .
قال القاضي{[55237]} : هذه الآية تدل على إرادته للإيمان ، أكد ذلك بقوله : { وَإِنَّ الله بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } .
فإن قيل : أليس يدل ظاهرها على أنه يخرج من الظلمات إلى النور ، فيجب أن يكون الإيمان من فعله ؟ .
قلنا : إذا كان الإيمان بخلقه لا يبقى لقوله : { هُوَ الذي يُنَزِّلُ على عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم } [ الحديد : 9 ] معنى ؛ لأن ما يخلقه لا يتغير ، بل المراد أنه يلطف بهم .
قال ابن الخطيب{[55238]} : وهذا على حسنه معارض بالعلم ؛ لأنه علم أن إيمانهم لا يوجد فقد كلفهم بما لا يوجد ، فكيف يعقل مع هذا أنه أراد منهم الخير والإحسان ، وحمل بعضهم قوله : { وَإِنَّ الله بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } على بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ولا وجه لهذا التخصيص .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.