74 – { وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } .
1 – المهاجرين الذين آمنوا بالله ، وهاجروا من مكة إلى المدينة في تضحية بالغالي والنفيس من أجل مرضاة الله ، وقد جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم .
2 – الأنصار الذين آووا الرسول وعزروه ونصروه ، وأحسنوا استقبال المهاجرين وآثروهم على أنفسهم .
شهد الله تعالى لهم بحقيقة الإيمان ، وصدقه وقد برهنوا على ذلك ، بصدق الهجرة للمهاجرين ، وبصدق الإيواء والنصرة للأنصار ، وبعد هذا الثناء وعدهم الله تعالى بالمغفرة وبالرزق الكريم في الجنة ، وهو الرزق الحسن الكثير الطيب الشريف ، الدائم المستمر الذي لا ينقطع أبدا .
وهذه الآية لتأكيد فضل المهاجرين والأنصار ، وقد أثنى الله عليهم في غير ما آية في كتابه الكريم .
ولا تكرار بين هذه الآية والاية السابقة ؛ فالآية السابقة لإيجاب التواصل بين المهاجرين والأنصار ، وهذه الآية لبيان تعظيم شأنهم وعلو درجتهم ؛ وبيانه من وجهين .
الأول : أن الإعادة تدل على مزيد الاهتمام بحالهم ، وذلك يدل على الشرف والتعظيم .
والثاني : وهو أن الله تعالى أثنى عليهم ها هنا في ثلاثة أوجه :
أولها – قوله : { أولئك هم المؤمنون حقا } قوله : { أولئك هم المؤمنون } . يفيد الحصر ، وقوله : { حقا } يفيد المبالغة في وصفهم بكونهم محقين محققين في طريق الدين وقد كانوا كذلك ؛ لأن من لم يكن محقا في دينه ، لم يتحمل ترك الأديان السالفة ، ولم يفارق الأهل والوطن ، ولم يبذل النفس والمال ، ولم يكن في هذه الأحوال من المتسارعين المتسابقين .
وثانيها – قوله : { لهم مغفرة } . والتنكير يدل على الكمال . أي : مغفرة تامة كاملة .
وثالثها – قوله : { ورزق كريم } . والمراد منه : الثواب الرفيع الشريف . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.