الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (74)

قوله : { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا }[ 74 ] ، الآية .

المعنى : والذين صدقوا بمحمد عليه السلام ، وبما جاء به ، { وهاجروا } ، أي : هجروا أهلهم ودارهم ، ومضوا إلى دار الإسلام { وجاهدوا } ، أي : في سبيل الله ، { والذين آووا ونصروا }[ 74 ] ، أي : آووا النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن معه من المهاجرين ، ونصروهم ، وهم الأنصار ، { أولئك هم المومنون حقا لهم مغفرة } ، أي : ستر{[27977]} : { ورزق كريم }[ 74 ] ، أي : لهم في الجنة مطعم هنيّ كريم ، لا يتغير في أجوافهم فيصيروا نجوا{[27978]} ، ولكنه يصير رشحا كرشح المسك{[27979]} .


[27977]:جامع البيان 14/88، وتمامه نصه: "من الله على ذنوبهم بعفوه لهم عنها".
[27978]:النجو: ما يخرج من البطن، المختار نجا / ونجا الغائط نجوا، من باب قتل: خرج ويسند الفعل إلى الإنسان أيضا فيقال: نجا الرجل، إذا تغوط، المصباح / نجا.
[27979]:جامع البيان 14/88، وهو إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أهل الجنة يألون فيها ويشربون، ولا يتفلون، ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولكن طعامهم ذلك جشاء، ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد، كما تلهمون أنتم النفس". مسند أحمد، وصحيح مسلم، وسنن أبي داوود، عن جابر، كما في صحيح الجامع الصغير 1/401، رقم: 2029. وينظر تعليق الطبري على الآية المفسرة، ففيه إجادة وإفادة.