فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (74)

ثم بين سبحانه حكما آخر يتعلق بالمؤمنين المهاجرين المجاهدين في سبيل الله والمؤمنين الذين أووا من هاجر إليهم ونصروهم وهم الأنصار فقال : { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين أووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا } أي صدقا من غير ريب دون من آمن وسكن دار الشرك ، وفي الحديث المتفق على صحته بل المتواتر ( المرء مع من أحب ) {[867]} ونصب حقا على المصدر المؤكد أو تقديره إيمانا حقا ، قاله في جامع البيان .

وقال أبو السعود : كلام مسوق للثناء عليهم والشهادة لهم بفوزهم بالقدح المعلى من الإيمان مع الوعد الكريم اه . والحاصل أنهم هم الكاملون في الإيمان لأنهم حققوه بتحصيل مقتضياته من هجرة الوطن ومفارقة الأهل والسكن ، والانسلاخ من المال والدنيا لأجل الدين والعقبى ، وليس في هذا تكرير لما قبله فإنه وارد في الثناء على هؤلاء ، والأول وارد في إيجاب الموالاة والنصرة .

ثم أخبر سبحانه أن { لهم } منه { مغفرة } لذنوبهم في الآخرة { و } لهم في الدنيا { رزق كريم } خالص عن الكدر طيب مستلذ لا تبعة له ولا منة فيه .


[867]:- مسلم 2640- البخاري 2357.