تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (74)

وقوله تعالى ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا ) أي ضموا رسول الله والمهاجرين ، ونصروهم ( أولئك هم المؤمنون حقا ) أي المهاجرون والأنصار ؛ الذين ضموا ( أولئك هم المؤمنون حقا ) لما حققوا إيمانهم بأعمالهم لأنهم هاجروا ، [ وتركوا ]{[9380]} بلادهم وأهلهم وأموالهم إشفاقا على دينهم واستسلاما له ، وأجابوا رسول الله ، وأطاعوه في ذلك .

وأولئك الأنصار ضموهم{[9381]} إلى أنفسهم ، وأنزلوهم في منازلهم ، وبذلوا أنفسهم وأموالهم ، ونصروهم على عدوهم ، فقد حققوا جميعا إيمانهم بأعمالهم التي عملوا .

ويحتمل قوله : ( أولئك هم المؤمنون حقا ) أي صدقا في السر والعلانية ، ليس كإيمان المنافقين يكون في العلانية ، ولا يكون في السر كقوله : ( ولقد فتنا الذين من قبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) ( العنكبوت 3 ) وقوله ( وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين ) ( العنكبوت : 11 ) .

ويحتمل قوله : ( أولئك هم المؤمنون حقا ) أي وَعَدَ لهم وعدا حقا ) ، وهو ما ذكر في آية أخرى ( لهم مغفرة ورزق كريم ) . ويحتمل ( أولئك هم المؤمنون حقا ) أي أولئك المؤمنون الذين حققوا الإيمان به .

وقوله تعالى : ( لهم مغفرة ورزق كريم ) أي حَسَنٌ يكرم أهله به .


[9380]:) ساقطة من الأصل وم.
[9381]:) في الأصل وم: ضموا.