الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (74)

وقوله سبحانه : { والذين آمَنُوا وَهَاجَرُوا وجاهدوا فِي سَبِيلِ الله والذين ءاوَوا وَّنَصَرُوا أولئك هُمُ المؤمنون } [ الأنفال : 74 ] .

تضمَّنت الآيةُ تخصيصَ المهاجرين والأنصار ، وتشريفَهم بهذا الوَصْف العظيمِ .

( ت ) : وهي مع ذلك عند التأمُّل يلوح منها تأويل قتادَةَ المتقدِّم ، فتأمَّله ، والرزْقُ الكريمُ : هو طعام الجنَّة ؛ كذا ذكر الطبريُّ وغيره .

قال ابنُ العربيِّ في «أحكامه » : وإِذا كان الإِيمان في القَلْب حقًّا ، ظهر ذلك في استقامة الأعمال ؛ بامتثال الأمر واجتناب المَنْهِيِّ عنه ، وإِذا كان مجازاً ، قَصَّرت الجوارحُ في الأعمال ؛ إذ لم تبلغ قوَّتُهُ إليها . انتهى .