السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّمَدۡيَنَ كَمَا بَعِدَتۡ ثَمُودُ} (95)

{ كأن لم يغنوا } ، أي : كأنهم لم يقيموا { فيها } ، أي : ديارهم مدّة من الدهر ، مأخوذ من قولهم : غني بالمكان إذا أقام فيه مستغنياً به عن غيره { ألا بعداً } ، أي : هلاكاً { لمدين كما بعدت ثمود } إنما شبههم بهم ؛ لأنّ عذابهم كان أيضاً بالصيحة لكن صيحتهم كانت من تحتهم وصيحة مدين كانت من فوقهم ، قال ابن عباس : لم يعذب الله تعالى أمّتين بعذاب إلا قوم شعيب وقوم صالح ؛ فأمّا قوم صالح فأخذتهم الصيحة من تحتهم ، وأمّا قوم شعيب فأخذتهم الصيحة من فوقهم .