النوع الثاني : قوله : { ويا قوم اعملوا على مكانتكم } والمكانة الحالة التي يمكن صاحبها من عمله ، والمعنى : اعملوا حال كونكم موصوفين بغاية المكنة والقدرة وكل ما في وسعكم وطاقتكم من إيصال الشرور إليّ ، { إني } أيضاً { عامل } بما آتاني الله من القدرة والطاعة { سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب } فمن موصولة مفعول العلم . فإن قيل : لم لم يقل فسوف تعلمون ؟ أجيب : بأنّ إدخال الفاء وصل ظاهر بحرف موضوع للوصل وأمّا حذف الفاء فيجعله جواباً عن سؤال مقدّر وهو المسمى في علم البيان بالاستئناف البياني ، تقديره أنه لما قال : { ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل } فكأنهم قالوا : فماذا يكون بعد ذلك فقال : سوف تعلمون ، فظهر أن حذف حرف الفاء هاهنا أكمل في بيان الفصاحة والتهويل ؛ لأنه استئناف . { وارتقبوا } ، أي : انتظروا عاقبة أمركم { إني معكم رقيب } ، أي : منتظر ، والرقيب بمعنى الراقب من رقبه كالضريب والصريم ، بمعنى الضارب والصارم أو بمعنى المراقب كالعشير والنديم ، أو بمعنى المرتقب كالفقير والرفيع بمعنى المفتقر والمرتفع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.