السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَقۡدُمُ قَوۡمَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ} (98)

{ يقدم قومه يوم القيامة } إلى النار كما كان يقدمهم في الدنيا إلى الضلال أو كما تقدم قومه في الدنيا فأدخلهم البحر وأغرقهم فكذا يتقدمهم في القيامة فيدخلهم النار كما قال تعالى : { فأوردهم النار } . فإن قيل : لم لم يقل يقدم قومه فيوردهم النار بل أتى بلفظ الماضي ؟ أجيب : بأنه إنما أتى بلفظ الماضي مبالغة في تحققه ، ونزل النار له منزلة الماء فسمّى إتيانها مورداً ، ولهذا قال تعالى : { وبئس الورد المورود } وردهم لأنّ الورد إنما يراد لتسكين العطش وتبريد الأكباد والنار ضدّه . فإن قيل : لفظ النار مؤنث فكان مقتضى ذلك أن يقال : وبئست الورد المورود ؟ أجيب : بأن لفظ الورد مذكر فكان التذكير والتأنيث جائزين كما تقول : نعم المنزل دارك ونعمت المنزل دارك ، فمن ذكر غلب المنزل ومن أنث بنى على تأنيث الدار .