{ ويا قوم لا يجرمنكم } ، أي : لا يكسبنكم { شقاقي } ، أي : خلافي وهو فاعل بيجرم ، والضمير مفعول أوّل ، والمفعول الثاني { أن يصيبكم } عذاب العاجلة على كفركم وأفعالكم الخبيثة . قال في «الكشاف » : جرم مثل كسب في تعديه إلى مفعول واحد وإلى مفعولين ، تقول : جرم ذنباً وكسبه وجرمته ذنباً وكسبته إياه . ومنه قوله تعالى { لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم } . { مثل ما أصاب قوم نوح } من الغرق { أو قوم هود } من الريح العقيم { أو قوم صالح } من الرجفة { وما قوم لوط منكم ببعيد } لا في الزمان ولا في المكان ؛ لأنهم كانوا حديثي عهد بهلاكهم ، وكانوا جيران قوم لوط وبلادهم قريبة من بلادهم ، فإن القرب في الزمان والمكان يفيد زيادة المعرفة وكمال الوقوف على الأحوال ، فكأنه يقول : اعتبروا بأحوالهم واحذروا من مخالفة الله ومنازعته حتى لا ينزل بكم مثل ذلك العذاب . فإن قيل : لِمَ قال ببعيد ولم يقل ببعيدين ؟ أجيب : بأنّ التقدير : وما إهلاكهم بشيء بعيد ، وأيضاً يجوز أن يسوى في قريب وبعيد وقليل وكثير بين المذكر والمؤنث لورودهما على زنة المصادر التي هي الصهيل والنهيق ونحوهما انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.