السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَهۡطِيٓ أَعَزُّ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذۡتُمُوهُ وَرَآءَكُمۡ ظِهۡرِيًّاۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (92)

ولما خوّف الكفار شعيباً عليه السلام بالقتل والإيذاء حكى الله تعالى عنهم ما ذكروه في هذا المقام وهو نوعان : الأوّل : { قال } لهم { يا قوم } مستعطفاً لهم مع غلظتهم عليه { أرهطي أعز عليكم من الله } المحيط بكل شيء قدرة وعلماً حتى نظرتم إليهم فيّ لقرابتي منهم ، ولم تنظروا إلى الله تعالى في قربي منه لما ظهر عليّ من كرامته تعالى { واتخذتموه وراءكم ظهرياً } ، أي : جعلتموه كالمنسيّ المنبوذ وراء الظهر بإشراككم به ، والإهانة لرسوله . قال في «الكشاف » : والظهريّ منسوب إلى الظهر والكسر من تغييرات النسب ، ونظيره قولهم في النسبة إلى الأمس أمسيّ بكسر الهمزة ، وقوله : { إنّ ربي بما تعملون محيط } ، أي : إنه عليم بأحوالكم فلا يخفى عليه شيء منها .