السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَنۡ أَنَابَ} (27)

{ ويقول الذين كفروا } من أهل مكة { لولا } ، أي : هلا { أنزل عليه } ، أي : على هذا الرسول { آية } ، أي : علامة بينة { من ربه } ، أي : المحسن إليه ، كالعصا واليد لموسى والناقة لصالح لنهتدي بها فنؤمن به وأمره الله تعالى أن يجيبهم بقوله : { قل } ، أي : لهؤلاء المعاندين { إن الله يضل من يشاء } إضلاله فلا تغني عنه الآيات شيئاً وإن أنزلت كل آية { ويهدي } ، أي : يرشد { إليه } ، أي : إلى دينه { من أناب } ، أي : رجع إليه كأبي بكر الصديق وغيره ممن تبعه من العشرة المشهود لهم بالجنة وغيرهم ولو حصلت آية واحدة فلا تشتغلوا بطلب الآيات ولكن تضرعوا إلى الله تعالى في طلب الهداية .