السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (19)

{ أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق } ، أي : يؤمن به ويعمل بما فيه ، وهو حمزة أو عمار رضي الله تعالى عنهما . { كمن هو أعمى } ، أي : أعمى البصيرة ولا يؤمن به ولا يعمل بما فيه وهو أبو جهل ، قال ابن الخازن في تفسيره : وحمل الآية على العموم أولى ، وإن كان السبب مخصوصاً ، والمعنى : لا يستوي من يبصر الحق ويتبعه ومن هو لا يبصر الحق ولا يتبعه ، وإنما شبه الكافر والجاهل بالأعمى ؛ لأنّ الأعمى لا يهتدي لرشد { إنما يتذكر } ، أي : يتعظ { أولو الألباب } ، أي : أصحاب العقول الذين يطلبون من كل صورة معناها ، ويأخذون من كل قشرة لبابها ، ويعبرون من ظاهر كل حديث إلى سره ولبابه .