السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ دَآئِبَيۡنِۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ} (33)

وسادسها وسابعها : قوله تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر } حال كونهما { دائبين } ، أي : جاريين في فلكهما لا يفتران في سيرهما وإنارتهما وتأثيرهما في إنارة الظلمة ، وإصلاح النبات والحيوان إلى آخر الدهر ، وهو انقضاء عمر الدنيا وذهابها ، والشمس سلطانها النهار ، وبها تعرف فصول السنة ، وهي أفضل من القمر لكثرة نفعها ، والقمر سلطانه الليل ، وبه يعرف انقضاء الشهور ، وكل ذلك بتسخير الله تعالى وإنعامه ، وثامنها وتاسعها : قوله تعالى : { وسخر لكم الليل والنهار } يتعاقبان فيكم بالضياء والظلمة ، والزيادة والنقصان ، وذلك من نعم الله تعالى على عباده حيث جعل لهم الليل ليسكنوا فيه ، والنهار ليبتغوا فيه من فضله .