السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ كُفۡرٗا وَأَحَلُّواْ قَوۡمَهُمۡ دَارَ ٱلۡبَوَارِ} (28)

ثم إنه تعالى عاد إلى وصف الكافرين فقال : { ألم تر } ، أي : تنظر ، وفي المخاطب ما تقدّم { إلى الذين بدّلوا } والتبديل جعل الشيء مكان غيره { نعمة الله } ، أي : التي أسبغها عليهم من كلمة التوحيد ومن جميع النعم الدنيوية وتيسير الرزق وغير ذلك بأن جعلوا مكان شكرها { كفراً } وهم يدعون أنهم أشكر الناس للإحسان ، وأعلاهم همماً في الوفاء وأبعدهم عن الجفاء { وأحلوا } ، أي : أنزلوا { قومهم } ، أي : الذين تابعوهم في الكفر بإضلالهم إياهم { دار البوار } ، أي : الهلاك مع إدعائهم أنهم أذب الناس عن الجار فضلاً عن الأهل . روى البخاري في التفسير أنهم كفار أهل مكة .