السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ} (26)

ولما ذكر مثل حال السعداء أتبعه بمثل حال الأعداء فقال : { ومثل كلمة خبيثة } هي كلمة الكفر { كشجرة خبيثة } هي الحنظل وقيل : الثوم ، وقيل : الكشوث بمثلثة في آخره . قال الجوهري : نبت يتعلق بأغصان الشجر من غير أن يضرب بعرق في الأرض قال الشاعر :

هي الكشوث لا أصل ولا ورق *** ولا نسيم ولا ظل ولا ثمر

وقيل شجرة الشوك { اجتثت } ، أي : استؤصلت { من فوق الأرض } ، أي : عروقها قريبة منه { ما لها من قرار } ، أي : أصل ولا عرق ، فكذلك الكفر بالله تعالى ليس له حجة ولا ثبات ولا قوّة . وعن عبادة أنه قيل لبعض العلماء : ما تقول في { كلمة خبيثة } ؟ فقال : ما أعلم لها في الأرض مستقراً ولا في السماء مصعداً إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافى بها يوم القيامة .