فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ دَآئِبَيۡنِۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ} (33)

{ وَسَخَّر لَكُمُ الشمس والقمر } لتنتفعوا بهما وتستضيئوا بضوئهما . وانتصاب { دائبين } على الحال ، والدؤوب : مرور الشيء في العمل على عادة جارية ، أي : دائبين في إصلاح ما يصلحانه من النبات وغيره . وقيل : { دائبين } في السير امتثالاً لأمر الله ، والمعنى : يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران ولا ينقطع سيرهما { وسخر لكم الليل والنهار } يتعاقبان ، فالنهار لسعيكم في أمور معاشكم وما تحتاجون إليه من أمور دنياكم . والليل لتسكنوا كما قال سبحانه : { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل والنهار لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبتَغُوا مِن فَضْلِهِ } [ القصص : 73 ] .

/خ34