ولما طال الكلام في وصف أحوال السعداء وأحوال الأشقياء ، وكانت العمدة العظمى والمنزلة الكبرى في حصول السعادات معرفة الله تعالى بذاته وصفاته ، وفي حصول الشقاوة فقدان ذلك ختم تعالى أحوال الفريقين بقوله تعالى : { الله } ، أي : الملك الأعلى المحيط بكل شيء ، ثم اتبعه بالدلائل الدالة على وجوده وكمال علمه وقدرته ، وذكر هنا عشرة أنواع من الدلائل : أوّلها : قوله تعالى : { الذي خلق السماوات } وثانيها : قوله تعالى : { والأرض } وهما أكبر خلقاً منكم وأعظم شأناً . وثالثها قوله تعالى : { وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم } تعيشون به وهو يشمل المطعوم والملبوس .
تنبيه : الله مبتدأ ، وخبره الذي خلق ، ورزقاً مفعول لأخرج ، ومن الثمرات بيان له حال منه ، ويصح أن يكون المراد بالسماء هنا السحاب اشتقاقاً من السمو والارتفاع ، وأن يكون الجرم المعهود فينزل من السماء إلى السحاب ، ومن السحاب إلى الأرض ، وقد ذكرت ذلك في سورة البقرة ، وفي غيرها ، ورابعها قوله تعالى : { وسخر لكم الفلك } ، أي : السفن { لتجري في البحر } ، أي : بالركوب والحمل { بأمره } ، أي : بمشيئته وإرادته ، وخامسها : قوله تعالى : { وسخر لكم الأنهار } ، أي : ذللها لكم تجرونها حيث شئتم ؛ لأنّ ماء البحر لا ينتفع به في سقي الزروع والثمرات ولا في الشراب فكان ذلك نعمة من الله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.