السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (39)

ولما أجيب لذلك كأنه قيل فماذا قال فقيل : { قال رب } أي : أيها الموجد والمدبر لي وقوله : { بما أغويتني } أي : خيبتني من رحمتك الباء فيه للقسم وما مصدرية وجواب القسم { لأزينن } أي : أقسم بإغوائك إياي لأزينن { لهم في الأرض } حب الدنيا ومعاصيك كقوله : { فبعزتك لأغوينهم أجمعين } [ ص ، 82 ] إلا أنه في ذلك الموضع أقسم بعزة الله وهي من صفات الذات وهنا أقسم بإغواء الله ، وهي من صفات الأفعال ، والفقهاء قالوا : القسم بصفات الذات صحيح ، واختلفوا في القسم بصفات الأفعال والراجح فيها الصحة . { ولأغوينهم } أي : بالإضلال عن الطريق الحميدة بإلقاء الوسوسة في قلوبهم ولأحملنهم . { أجمعين } على الغواية .