السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا ذَرَأَ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَذَّكَّرُونَ} (13)

وقوله تعالى : { وما ذرأ } أي : خلق { لكم في الأرض } عطف على الليل ، أي : وسخر لكم ما خلق لكم فيها من حيوان ونبات . وقيل : إنه في موضع نصب بفعل محذوف ، أي : وخلق هكذا قدّره أبو البقاء وكأنه استبعد تسلط سخر على ذلك فقدّر فعلاً لائقاً . وقوله تعالى : { مختلفاً } حل منه . وقوله تعالى : { ألوانه } أي : في الخلقة والهيئة والكيفية فاعل به { إنّ في ذلك لآية لقوم يذّكّرون } أي : يتعظون .

تنبيه : ختم تعالى الآية الأولى بالتفكر لأنّ ما فيها يحتاج إلى تأمّل ونظر ، وختم الثانية بالعقل لأنّ مدار ما تقدّم عليه وختم الثالثة بالتذكر لأنه نتيجة ما تقدّم وجمع الآيات في الثانية دون الأولى والثالثة لأن ما نيط بها أكثر ولذلك ذكر معها العقل .