اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا ذَرَأَ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَذَّكَّرُونَ} (13)

قوله : { وَمَا ذَرَأَ } عطف على الليل والنهار ؛ قاله الزمخشري ؛ يعني : ما خلق فيها من حيوانٍ وشجر .

وقال أبو البقاء : " في موضعِ نصبٍ بفعلٍ محذوفٍ ؛ أي : وخلق ، أو أنبت " .

كأنه استبعد تَسلطَ " وسَخَّرَ " على ذلك ؛ فقدَّر فعلاً لائقاً ، و " مُخْتلِفاً " حال منه ، و " ألْوانهُ " فاعل به .

وختم الآية الأولى بالتفكُّر ؛ لأنَّ ما فيها يحتاج إلى تأملٍ ونظر ، والثانية بالعقل ؛ لأنَّ مدار ما تقدم عليه ، والثالثة بالتذكر ؛ لأنه نتيجة ما تقدم .

وجمع " آيَاتٍ " في الثانية دون الأولى والثالثة ؛ لأنَّ ما يناط بها أكثر ؛ ولذلك ذكر معها الفعل .