{ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأرض } أي : خلق يقال : ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءاً : خلقهم ، فهو ذاريء ، ومنه الذرّية ، وهي : نسل الثقلين ، وقد تقدّم تحقيق هذا ، وهو معطوف على النجوم رفعاً ونصباً ، أي : وسخر لكم ما ذرأ في الأرض . فالمعنى : أنه سبحانه سخر لهم تلك المخلوقات السماوية والمخلوقات الأرضية . وانتصاب { مختلفاً ألوانه } على الحال ، و{ ألوانه } : هيئاته ومناظره ، فإن ذرء هذه الأشياء على اختلاف الألوان والأشكال مع تساوي الكلّ في الطبيعة الجسمية آية عظيمة دالة على وجود الصانع سبحانه وتفرّده { إِنَّ فِي ذَلِكَ } التسخير لهذه الأمور { لآيَةً } واضحة { لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } فإن من تذكر اعتبر ، ومن اعتبر استدلّ على المطلوب ، قيل : وإنما خصّ المقام الأوّل بالتفكر لإمكان إيراد الشبهة المذكورة . وخصّ المقام الثاني بالعقل لذكره بعد إماطة الشبهة ، وإراحة العلة ، فمن لم يعترف بعدها بالوحداينة فلا عقل له . وخص المقام الثالث بالتذكر لمزيد الدلالة . فمن شك بعد ذلك ، فلا حسّ له . وفي هذا من التكلف ما لا يخفى . والأولى : أن يقال هنا كما قلنا فيما تقدّم في إفراد الآية في البعض ، وجمعها في البعض الآخر . وبيانه أن كلا من هذه المواضع الثلاثة يصلح لذكر التفكر ، ولذكر التعقل ، ولذكر التذكر لاعتبارات ظاهرة غير خفية ، فكان في التعبير في كل موضع بواحد منها افتنان حسن لا يوجد في التعبير بواحد منها في جميع المواضع الثلاثة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.