السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ رَبَّكَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا} (30)

ثم قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { إن ربك } أي : المحسن إليك { يبسط الرزق } أي : بوسعه { لمن يشاء } البسط دون غيره { ويقدر } أي : يضيقه سواء قبض يده أم بسطها لأنّ الرب هو الذي يربي المربوب ويقوم بإصلاح مهماته ورفع درجاته على مقدار الصلاح في الصواب فيوسع الرزق على البعض ويضيقه على البعض ، لأنّ ذلك هو الصلاح قال تعالى : { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء } [ الشورى ، 27 ] . { إنه كان بعباده خبيراً } أي : بالغ الخبر { بصيراً } أي : بالغ البصر بما يكون من كل من القبض والبسط لهم مصلحة ومفسدة فالتفاوت في أنه ربى العباد ليس لأجل بخل بل لأجل رعاية مصلحة لا يعلم بها العبد فسبحان المتصرف في عباده كيف يشاء .