السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا} (32)

ولما كان في قتل الأولاد حظ من البخل وفي فعل الزنا داع من الإسراف أتبعه به فقال تعالى : { ولا تقربوا الزنا } أدنى قرب ولو بفعل شيء من مقدماته وإنما أتى تعالى بالقربان تعظيماً له لما فيه من المفاسد الجارّة إلى الفتن بالقتل وتضييع النسب والتسبب في إيجاد نفس بالباطل وغير ذلك ثم علل تعالى النهي عن ذلك بقوله تعالى مؤكداً إبلاغاً في التنفير عنه لما للنفس من شدّة الداعية إليه . { إنه كان فاحشة } أي : فعله ظاهرة القبح زائدته وقد نهاكم الله تعالى عن الفحشاء في قوله تعالى : { إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء } [ النحل ، 90 ] الآية . { وساء } أي : وبئس الزنا { سبيلاً } أي : طريقاً طريقه .