السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيَسِّرۡ لِيٓ أَمۡرِي} (26)

{ ويسر } أي : سهّل { لي أمري } أي : ما أمرتني به من تبليغ الرسالة إلى فرعون وذلك لأنّ كل ما يصدر من العبد من الأفعال والأقوال والحركات والسكنات فالله تعالى هو الميسر له ، فإن قيل : قوله : { لي } في { اشرح لي صدري ويسر لي أمري } ما جدواه والأمر مستتم مستتب بدونه ؟ أجيب : بأنه قد أبهم الكلام أوّلاً فقال : { اشرح لي ويسر لي } فعلم أن ثم مشروحاً وميسراً ثم بيّن ورفع الإبهام بذكرهما فكان آكد لطلب الشرح لصدره والتيسير لأمره من أن يقول : اشرح صدري ويسر أمري على الإيضاح الساذج لأنه تكرير للمعنى الواحد من طريقي الإجمال والتفصيل .