ولما حث تعالى على التقرّب بها مذكوراً اسمه عليها قال تعالى : { لن ينال الله } الذي له صفات الكمال { لحومها } المأكولة { ولا دماؤها } المهراقة أي : لا يرفعان إليه { ولكن يناله التقوى منكم } أي : يرفع إليه منكم العمل الصالح الخالص له مع الإيمان ، كما قال تعالى : { والعمل الصالح يرفعه } [ فاطر : 10 ] أي : يقبله وقيل : كان أهل الجاهلية إذ انحروا البدن نضحوا الدماء حول البيت ولطخوه بالدم فلما حج المسلمون أرادوا مثل ذلك فنزلت .
ثم كرّر سبحانه وتعالى التنبيه على عظيم تسخيرها منبهاً على ما أوجب عليهم به بقوله تعالى : { كذلك } أي : التسخير العظيم { سخرها لكم } بعظمته وغناه عنكم { لتكبروا الله على ما هداكم } أي : أرشدكم لمعالم دينه ومناسك حجه ، كأن تقولوا الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أولانا ، فاختصر الكلام بأن ضمن التكبير معنى الشكر وعدّي تعديته .
ثم وعد من امتثل الأمر بقوله تعالى : { وبشر المحسنين } أي : المخلصين فيما يفعلونه ويذرونه كما قال تعالى من قبل { وبشر المخبتين } والمحسن هو الذي يفعل الحسن من الأعمال ويتمسك به فيصير مخبتاً إلى نفسه بتوفير الثواب عليه ، وقال ابن عباس : الموحدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.